االمتنبي هو أبو الطيب أحمد بن الحسين ولد في الكوفة وكان شاعراً راجح العقل عظيم الذكاء
وقد سمي بالمتنبي لأنه ادعى النبوة في بادية السماوة وكان يحب الأمير سيف الدولة بن حمدان
كثيرا وهوالشاعر الذي قتله شعره ومن قصائده المشهورة اخترت لكم هذه القصيدة : واحر
قلباه
كان في ذاك الوقت ابو الطيب المتنبي تحت سيف الدولة الحمداني
وكان صديقه وحبيبه وفي نفس الوقت كان المتنبي شاعر سيف الدوله الحمداني المقرب
ولكن دخل قريب سيف الدولة الحمداني ويقال انه ابن عمه وهو شاعر معروف وهو " ابو
فراس الحمداني " (( له قصائد جميلة مثل قصيدة اراك عصي الدمع )) وكان يحاول ان يقلل
من شأن ابو الطيب عند سيف الدوله الحمداني وكان كلما انشد ابو الطيب يتدخل ابو فراس
ويقول له انت لا تحترم الشعر ولا تحترم الامير وابياتك مسروقه من الشاعر الفلاني ومن
المعروف ان ابو الطيب هو اول شاعر لا يقول شعره واقفا بل يقوله وهو جالسا على كرسيه
فخرا بنفسه واعتزازا ولا يقف امام امير او حاكم بل يجلس ويتكلم عكس الجميع لفخره الشديد
بنفسه وبتربيته (( حيث ان ذاك الزمان اختلط العجم بالعرب وابو الطيب عاش وتربى في
الصحراء ))
ذات يوم طلب سيف الدوله ان يكتب المتنبي فيه قصيده يمدحه فيها فكتب قصيدته ابو الطيب
وانشد يقول (( من الورقه )) : وبدأ ينشد :
واحر قلباه ممن قلبه شبم ** ومن بجسمي وحالي عنده سقم
الى
وما انتفاع اخي الدنيا بناظره ** اذا استوت عنده الانوار والظلم
فقال ابو فراس هذا بيت قاله شاعر قبله ويتكلم ابو فراس بصوت عالي حتى يسمع سيف الدوله
فغضب ابو الطيب غضبا شديدا ووقف لأول مرة وورمى الورقه وانشد ارتجالا (( من عقله
)):
وسيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا ** بانني خير من تسعى به قدم
الى
صحبت في البيداء الوحش منفردا ** حتى تعجب مني القور والاكم
فذهل ابو فراس الحمداني وفغر فاه ولم يعرف ماذا يقول ولكن كان سيف الدوله في تلك اللحظه
مكوي بالنار حيث ان القصيده كانت يجب ان تكون في مدحه امام وزراء الدوله وليست لمدح
ابو الطيب لنفسه امام الملك فغضب سيف الدوله وامسك بالمحبره ورماها في رأس ابو الطيب
فاصابه بها في جبينه فاصبح وجهه يدمي ولكنه لم يسكت بل اكمل قصيدته ارتجالا والجميع
فاغر فاه وهو يقول :
يامن يعز علينا ان نفارقهم ** وجداننا كل شيء بعدكم عدم
ووجه نظرته الى ابو فراس الذي اصبح يلملم اثوابه ولا يعرف اين ينظر وقال فيه :
كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم ** ويكره الله ما تأتون والكرم
واعاد بنظرته الى الحاضرين جميعهم وبدأ يقول الحكم البليغه التي لن ينطق بها شاعر بعده
وما نطق بها شاعر قبله :
لئن تركت ضميرا عن ميامننا ** ليحدثن لمن ودعتهم ندم
والقى نظره على ابو فراس وعلى سيف الدوله وقال :
بأي لفظ تقول فيه الشعر زعنفة ** تجوز عندك لا عرب ولا عجم
هنا اصبح وجه ابو فراس لا فرق بينه وبين الارض ثم توجه المتنبي بنظره الى سيف الدوله
وقال :
هذا عتابك الا انه مقة ** قد ضمن الدر ... الا انه كلم
رحمك الله يا ابا الطيب
....................... مع تحيات وجدي الحبشي .......................