أحكام الصيام / نسمه أحمد

أحكام الصـيام و ما يتعلق به )

الحمد لله رب العالمين

و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين

سيدنا محمد و على آله و صحبه و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين

أخى المسلم اختي المسلمه

- صيام رمضان و فضله

- الترهيب من الفطر فى رمضان

- بم يثبت شهر رمضان

- متى يجب على المكلف صوم رمضان

- إختلاف المطالع

- من يجب عليه الصوم

- تدريب الصبيان على الصوم

صيام رمضان و فضله

صوم رمضان هو الركن الرابع من أركان الاسلام

و فرضيته ثابتة بالكتاب و السنة و إجماع الأُمة

و قد فرض الصيام فى شهر شعبان من السنة الثانية من الهجرة

ماهو فضله ؟؟

لشهر رمضان و لصومه و للعبادة فيه بوجه عام

فضل يفوق سائر الشهور

و لقد وردت فى فضله أحاديث كثيرة منها

روى أحمد و البيهقى و النسائى

عن أبى هريرة رضى الله عنه

أن النبى صلى الله عليه و سلم قال لما حضر رمضان

( قد جاءكم شهر مبارك أفترض الله عليكم صيامه

تفتح فيه أبواب الجنة و تغلق فيه أبواب الجحيم و تغل فيه الشياطين

فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم )

و عن عرفجة قال

كنت عند عتبة بن فرقد و هو يحدث عند مضان قال

قد دخل علينا رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم

فلما رأه عتبة هابه فسكت

قال

فحدث عن رمضان

فقال

سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول فى رمضان

( تغلق أبواب النار و تفتح أبواب الجنة و تصفد فيه الشياطين )

و قال

( و ينادى فيه ملك يا باغى الخير أبشر و يا باغى الشر اقصر حتى ينتهى رمضان )
رواه أحمد

و عن أبى هريرة رضى الله عنه

أن النبى صلى الله عليه و سلم قال

( الصلوات الخمس و الجمعة إلى الجمعة

و رمضان إلى رمضان

مكفرات لما بينهن إذا أجُتنبت الكبائر )

رواه مسلم

و عن أبى هريرة رضى الله عنه

أن النبى صلى الله عليه و سلم قال

( من صام رمضان إيمانا و أحتسابا

غفر له ما تقدم من ذنبه )

أى من الذنوب الصغائر كما أفاد الحديث المتقدم

رواه أحمد و أصحاب السنن

الترهيب من الفطر فى رمضان

أخى المسلم واختي المسلمه

قد عرفت أن صوم رمضان ركن من أركان الإسلام

فمن هدمه فقد هدم الإسلام

لأن الإسلام لا يستقر الا بأركانه الخمسة

فمن أفطر فى نهار رمضان عامدا متعمدا من غير عذر

فعذابه شديد و عقابه أليم

و لا يغنى عن اليوم الذى أفطره صيام الدهر و أن صامه

فعن أبى هريرة رضى الله عنه

أن النبى صلى الله عليه و سلم قال

( من أفطر يوما فى رمضان فى غير رخصة رخصها الله له

لم يقض عنه صيام الدهر كله و إن صامه )

رواه أبو داود و أبن ماجه و الترمذى

و فى هذا الحديث أخى المسلم واختي المسلمه

تحذير شديد لمن يتجرأ على حرمات الله عز و جل

و ليس فيه سد لباب التوبة كما يتوهم البعض

فأنه من تاب و أناب و ندم على ما فات

تاب الله عليه و غفر له إن شاء

أنه تواب رحيم

بم يثبت شهر رمضان ؟؟

أتفق جمهور المسلمين

على أنه لا يثبت شهر رمضان إلا برؤية الهلال

قال صلى الله عليه و سلم

( صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته فان غُم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما )

رواه البخارى و مسلم

أخى المسلم واختي المسامه

و يكفى فى رؤيته شهادة رجل واحد مشهور بالعدالة و الصدق

فاذا ما شهد شاهد عدل بأنه رأى الهلال

وجب عليه و على من بلغته شهادته الصوم

متى يجب على المكلف صوم رمضان ؟؟

لا يجب على المكلف صوم رمضان

إلا إذا ثبتت رؤية هلاله

قال تعالى

{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ

فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ

يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ

وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
البقرة 185

و معنى الآية الكريمة

أنه من رأى الهلال من المكلفين وجب عليه أن ينوى الصيام

و عليه أن يخبر الناس برؤيته

و أن يبلغ الحاكم بأنه رأى الهلال بعينيه

فأن كان رجلا صالحا وجب على الناس

و على الحاكم أن يصدقوه و أن يصوموا معه

فان لم يصدقه الحاكم لعلة من العلل كالقدح فى عدالته

وجب عليه هو أن يصوم ما دام متأكدا من رؤية الهلال

فأن شك فى الرؤية و لم يجد من يشهد أنه رأه فلا يصم

أخى المسلم واختي المسلمه

من المعلوم أن الشهر العربى قد يكون تسعة و عشرين يوما و قد يكون ثلاثين

و لهذا وجب على المسلمين أن يترقبوا رؤية الأهله فى اليوم التاسع و العشرين

فان لم يروا الهلال أكملوا الشهر ثلاثين يوما

قال صلى الله عليه و سلم

( صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته فان غُم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما )

أخرجه البخارى و مسلم

أخى واختي فى الله

يكفى لرؤية هلال رمضان إخبار رجل عدل أو أمرأة

و ذلك عند أكثر أهل العلم

أما رؤية هلال شوال

فلا يكفى فيه شهادة الرجل الواحد و لا المرأة

بل لا بد من شهادة رجلين عدلين

أو رجل و أمرأتين عند جمهور الفقهاء

ماهو المراد باختلاف المطالع ؟؟

المراد بالمطالع مطالع الشمس و مغاربها

فأنه من المعلوم أن الشمس تطلع فى بلد قبل بلد

و لكل قطر وقت تطلع فيه الشمس و تغرب

فهل أختلاف المطالع يؤثر فى رؤية هلال رمضان أو لا يؤثر

يرى جمهور الفقهاء أن اختلاف المطالع لا يؤثر فى رؤية الهلال

فأذا رأى الهلال أهل بلد إسلامى وجب على سائر الأقطار الإسلامية أن يصوموا

إذا ما علموا برؤية أهل هذا البلد له

فرؤية المسلم العدل موجبة للصوم على كل مكلف عرف الخبر

ويرى الشافعية و جماعة من الفقهاء الحنفية

أن لكل بلد رؤيتهم

فاذا رأى أهل مكة المكرمة الهلال مثلا

فلا يجب الصوم على أهل مصر

و الأصح ما عليه الجمهور

لا سيما أن وسائل الإعلام قد توفرت و أجهزة الأتصال أصبحت ميسورة

من يجب عليه الصوم ؟؟

يجب الصوم على كل مسلم عاقل بالغ

قادر عليه من غير مشقة بالغة

و قد تحدثنا من قبل عن أدلة هذه الشروط فى باب الصلاة

تدريب الصبيان على الصوم

أخى المسلم واختي المسلمه

الصبى لا يجب عليه الصوم حتى يبلغ كما وضحنا

و لكن يستحب على وليه أن يدربه عليه إذا لم يكن فى ذلك مشقة بالغة

فقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم

يدربون صبيانهم عليه

فعن الربيع بنت معوذ أنها قالت

( كنا نصوم و نُصُومُ صبياننا الصغار منهم

و نذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن أى من الصوف

فاذا بكى أحدهم من الطعام أعطيناه أياه حتى يكون عند الأفطار )

أى أعطيناه هذا الصوف يتلهى به حتى يحين موعد الافطار

رواه البخارى و مسلم

..................مع تحيات أختكم نسمه أحمد ..........................