التوبه الي الله / وجدي الحبشي

التوبــــــــــــــــــــــــــــــه

أيها الأخوه والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التقي بكم اليوم لنتحدث عن موضوع هو مربط الفرس بالنسبه للمسلم وكلمه مسلم هنا معناها

المسلم والمسلمه

ففي كل كلامي القادم أقصد الصنفين الذكر والأنثي وعموما فان الكلام في الموضوعات العامه

في الدين

كالعقيده وفرائض الاسلام وخلافه فان كل الكلام فيها يخص المسلم والمسلمه

وموضوعنا اليوم عن التوبــــــــــــــــــــــــــــــــــه

نبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم ثم نقول اعلم وفقنا الله واياكم وجميع المسلمين أن الذنوب حجاب

عن الله . وان لم يعلم

المسلم أن الذنوب أسباب البعد عن الله . لم يندم علي الذنوب ولم يتوجع بسبب سلوكه طريق

البعد . واذا لم يتوجع

لم يرجع عن ما هو فيه ولم يوف طريق التوبه . لان التوبه هي الرجوع عن المعصيه الي

الطاعه وهي واجبه

من كل ذنب . ولكي يستقيم حياة المسلم في دنياه ويصل في أخراه الي رضاة الله والنجاة من

النار والفوز بالجنه

فلابد أن يتوب دائما وأبدا لان الذنوب لن تنقطع عن المسلم حتي يكفيه توبه واحده ولا يحتاج

الي التوبه مره أخري لذا لابد أن نتعرف علي التوبه في القران والسنه وكيفية ادائها ومتي

تكون وكيفية شروطها لتكون صحيحه

ومقبوله من الملك جلا وعلا .


قال الله تبارك وتعالي

في سورة البقره الايه 222 (( ان الله يحب التوابين ))

وقال جلا وعلا

في سورة النور الايه 31 (( وتوبو الي الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ))

وقال جلا وعلا

في سورة ال عمران الايه 135- 136 (( والذين اذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله

فاستغفروا لذنوبهم

ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا علي ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزائهم مغفرة من ربهم

وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين ))

وقال جلا وعلا

في سورة النساء الايه 17- 18 (( انما التوبة علي الله للذين يعملون السوء بجهاله ثم يتوبون

من قريب فأولئك

يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما . وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتي اذا حضر

أحدهم الموت قال اني تبت الان ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا اليما ))

والايات كثيره في هذا المنوال

وفي سنن الحبيب صل الله عليه وسلم نذكر بعض من أحاديثه في التوبه منها : -

1 - ( يأيها الناس توبوا الي الله واستغفروه فاني أتوب في اليوم مائة مره ) رواه مسلم

2 - ( والله اني لاستغفر الله وأتوب اليه في اليوم أكثر من سبعين مره ) رواه البخاري

3 - ( لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب اليه من أحدكم كان علي راحلته بأرض فلاه فانفلتت

منه وعليها طعامه

وشرابه فأيس منها فأتي شجره فضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته فينما هو كذلك اذ هو

بها قائمه عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك . أخطأ من شدة

الفرح ) رواه مسلم

4 - ( ان الله تعالي يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل

حتي تطلع الشمس من مغربها ) رواه مسلم

والاحاديث في هذا كثيره ولكن الأجماع منعقد علي وجوب التوبه لأمر الله ورسوله بها ولأن

الذنوب مهلكات

مبعدات عن الله فيجب الهرب منها علي الفور وليحذر الانسان كل الحذر من الذنوب ( الكبائر

والصغائر )

ولنعلم أن الأصرار علي الصغيره أيضا كبيره فلا صغيره مع الاصرار ولا كبيره مع التوبه

والاستغفار .

وتواتر الصغائر عظيم التأثير في تسويد القلب وهو كتواتر قطرات الماء علي الحجر فانه

يحدث فيه حفره لا محاله وذلك مع لين الماء وصلابة الحجر .

وبما اننا لابد ان نتعرف علي التوبه فأقول وبالله التوفيق

ان التوبه عند الله تبارك وتعالي علي حالتين : -

الاولي : - حاله تقبل فيها توبة العبد

الثانيه : - حاله لا تقبل فيها توبة العبد وتنقسم الي حالتين

1 - حاله قبل الموت .........................................2 - حاله بعد الموت

أما بالنسبه للحاله الاولي

التي يقبل الله تبارك وتعالي فيها توبة عبده : اذا كان العبد يرجوا الحياة وله من الأمال فيها ما

يظن أنه باقي الي أجل لا يعلمه الا الله :

لقول الله جلا وعلا

(( انما التوبة علي الله للذين يعملون السوء بجاله ثم يتوبون من قريب فاولئك يتوب الله عليهم

وكان الله عليما حكيما ))

وبالنسبه للحاله الثانيه

التي لا يقبل الله تبارك وتعالي فيها توبة عبده علي حالتين

1 - حاله قبل الموت : عندما يقع الاياس من الحياه عند العبد وأدرك الموت وماتت عنده الامال

فلا توبه له

لقول الله جلا وعلا

(( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتي اذا حضر أحدهم الموت قال اني تبت الأن ))

2 - حاله بعد الموت : أن يموت الأنسان علي غير ملة الاسلام

قال جلا وعلا

(( ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما ))

فالله أسأل أن ينتصر الأنسان علي الجان في معركة التوبه لان ابليس عليه لعنة الله لن يترك

الانسان يتوب الي ربه لقول النبي صل الله عليه وسلم : -

( قال ابليس يارب وعزتك لا أزال أغوينهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم : فقال الله جلا

وعلا : وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني )

وقال الله جلا وعلا

((واذا جائك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم علي نفسه الرحمة أنه من عمل

منكم سوء بجالهه ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم )) .

ونعلم جميعا ان التوبه تنقسم الي قسمين هما : -

1 - توبة متعلقه بين العبد وبين ربه ................................2 - توبة متعلقه بين العبد

والعبد

فأما التوبة التي بين العبد وربه فشروطها ثلاثه : -

1 - الأقلاع عن المعصيه ..................2 - الندم علي فعلها .............3 - العزم علي عدم

العوده اليها

وأما التوبة التي بين العبد والعبد شروطها أربع وهي الشروط الشابقه يضاف اليها شرط رابع

هو : -

4 - رد المظلمه الي صاحبها

ان الذين ينتصرون علي ابليس ويستطيعوا التوبة من قريب واكملوا توبتهم بالايمان وعمل

الصالحات فليس لهم جزاء عند ربهم الا الجنة قال الله جلا وعلا :

في الايه 57 من سورة النساء (( والذين أمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من

تحتها الانهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهره وندخلهم ظلا ظليلا ))

وأما الذين يضلهم ابليس عليه لعنة الله عن التوبة فلم يستطيعوا التوبة من قريب فجزاؤهم عند

ربهم جهنم لهم فيها جلودا تتبدل بجلودهم المحترقه قال جلا وعلا :

في سورة النساء الايه 56 (( ان الذين كفروا بأياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم

بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ان الله كان عزيزا حكيما )) .

ربنا وأغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار . ربنا وأتنا ما وعدتنا علي رسلك

ولا تخزنا يوم القيامه انك لا تخلف الميعاد .

اخوكم وجدي الحبشي