لقائنا اليوم يتجدد مع كتاب الكبائر للأمام شمس الدين الذهبي ولقد سبق الكلام عن كتاب
الكبائر وعن ما يحتويه وتكلمنا عن صاحبه والأن نتحدث عن الكبائر كبيره كبيره كما اوردها
الامام الشيخ في كتابه فبسم الله نبدأ :-
الكبيره الاولي
الشرك بالله
حقا هي اول الكبائر واكبرها وتنقسم الي نوعين :-
النوع الاول
أن تجعل لله ندا في العباده . أي تعبد غير الله كالحجر أو الشجر أو الشمس أو القمر أو نبي أو
شيخ أو نجم أو ملك .
مجمل القول أن تعبد غير الله ممن خلق انسان أو حيوان أو جماد أو ملائكه .
وهذا هو الشرك الاكبر الذي ذكره الله عز وجل . قال تعالي ( ان الله لا يغفر ان يشرك به
ويغفر مادون ذلك لمن يشاء )) الايه 48 . والايه 116 من سورة النساء والفرق بينهما في
الايه الاولي قال تعالي : (( ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ومن
يشرك بالله فقد افترا اثما عظيما )) وفي الايه الثانيه قال تعالي ( ان الله لا يغفر ان يشرك به
ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا )) .
وفي هذه الايه ( لطيفه ) وضحها العلماء بأنه عند سؤال النبي صل الله عليه وسلم عن الشرك
فنزلت الايه توضح حكم الشرك بالله وهذا من المحكم المتفق عليه الذي لا اختلاف فيه بين
الامه وهذه اللطيفه في قوله تعالي : (( ويغفر مادون ذلك لمن يشاء )) قال محمد بن جرير
الطبري : قد أبانت هذه الايه ان كل صاحب كبيره ففي ( يكون في ) مشيئة الله تعالي ان شاء
عفا عنه ذنبه وان شاء عاقبه عليه ما لم تكن كبيرته شركا بالله تعالي .
وقال بعض العلماء : قد بين الله تعالي ذلك بقوله (( ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم
سيئاتكم )) .
وقال تعالي : (( ان الشرك لظلم عظيم )) الايه 13 لقمان .
قال الله تعالي فيها : (( واذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يبني لاتشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم
)) 13 لقمان
في صحيح مسلم عن عبد الله قال : لما نزلت (( الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم )) شق ذلك
علي أصحاب رسول الله وقالو : أينا لا يظلم نفسه ؟ فقال رسول الله (( ليس كما تظنون انما
هو كما قال لقمان لابنه :
يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم )) .
وقال تعالي : (( انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنه ومأواه النار )) الايه 72 المائده
قال الله تعالي فيها : (( لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يبني
اسرائيل اعبدوا الله ربي
وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار )) .
وفيها توضيح جلي لمن
ينسب الالوهية لغير الله بأنها شرك عظيم .
فمن اشرك بالله ثم مات مشركا فهو من اصحاب النار قطعا كما أنه من امن بالله ومات مؤمنا
فهو من اصحاب الجنه وان عذب بالنار .
وفي الصحيح أن رسول الله قال (( ألا أنبئكم باكبر الكبائر - ثلاثا - قالوا بلي يارسول الله قال
: الاشراك بالله وعقوق الوالدين . وكان متكئا فجلس فقال : ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور .
فما زال يكررها حتي قلنا : ليته
سكت )) . متفق عليه وعنه قال رسول الله (( اجتنبوا السبع الموبقات )) فذكر منها الشرك بالله
النوع الثاني
الرياء بالأعمال
كما قال تعالي (( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احد ))
وهذا نهي من رب العالمين لمن كان يرجوا لقاء ربه أن لا يرائي بعمله أحد .
وقال صل الله عليه وسلم (( اياكم والشرك الأصغر : قالوا : يارسول الله وما الشرك الأصغر
؟ قال : الرياء . يقول
الله تعالي يوم يجازي العباد بأعمالهم أذهبوا الي الذين كنتم تراءونهم بأعمالكم في الدنيا
فانظروا هل تجدون عندهم
جزاء )) . رواه الامام احمد
وروي الامام مسلم عن النبي (( يقول الله : من عمل عملا اشرك معي فيه غيري فهو للذي
أشرك )) (( وأنا منه
برئ )) هذه اضافه عن ابن ماجه بسند صحيح .
وعن ابي هريره عن النبي (( رب صائم ليس له من صومه الا الجوع والعطش ورب قائم
ليس له من قيامه الا
السهر )) .( أخرجه الامام احمد )
وهذا يدل علي أنه اذا لم يكن الصلاة والصيام لوجه الله تعالي فلا ثواب له .
وسئل بعض الحكماء رحمهم الله : من المخلص ؟ فقال :المخلص الذي يكتم حسناته كما يكتم
سيئاته
وقيل لبعضهم : ما غاية الاخلاص ؟ فقال أن لا تحب محمدة الناس وقال الفضيل بن عياض :
ترك العمل لأجل
الناس رياء والعمل لأجل الناس شرك والأخلاص أن يعافيك الله منهما .
اللهم ما عافنا منهم وأعف عنا أمين يارب العالمين
....................... مع تحيات وجدي الحبشي ..............................