نعود اليوم في لقائنا المتجدد بعد طول غياب لظروف صحيه قد تبعدني فترات قادمه حتي
يكتمل الشفاء بفضل الله فأسأل الله العلي القدير أن يجمعنا في دار رحمته ويسدل علينا نعمه
وفضله فهو نعم المولي ونعم النصير .
نبدأ فنقول بسم الله الرحمن الرحيم ان لقائنا اليوم من خلال كتاب الكبائر الدرس الرابع وفيه
نتناول الكبيره الثالثه بترتيب الامام الذهبي في كتابه الكبائر وهي :- السحر
( وهي من الكبائر التي تقذف بصاحبها الي النار ويكون حده في الدنيا القتل وهذا هو النوع
الذي ذكره الامام الذهبي في كتابه لأن السحر له أشكال وانواع لا يتسع المجال للكلام عنها هنا
فنلتزم بما قصده الامام في كتابه
....... تعريف السحر :-
..........قال الامام القرطبي في تفسيره ( أصله التمويه بالحيل والتخاييل وهو أن يفعل الساحر
أشياء ومعاني : فيخيل للمسحور أنها بخلاف ما هي به )
.........وقال الامام الالوسي في تفسيره ( أن السحر : خارق للعاده : يظهر من نفس شريره
بمباشرة اعمال مخصوصه )
............... وهذا النوع من السحر الذي أستخدم صاحب كتاب الكبائر دليله من الأيه رقم
102 سورة البقره يقول فيها ربنا جلا وعلا (( وأتبعوا ما تتلوا الشياطين علي ملك سليمان
وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل علي الملكين ببابل
هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتي يقولا انما نحن فتنه فلا تكفر فيتعلمون منهما ما
يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد الا باذن الله ويتعلمون ما يضرهم
ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه في ماله في الأخره من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو
كانوا يعلمون ))
............. ثم يعلق الامام ويقول : فنري خلقا كثيرا من الضلال يدخلون في السحر ويظنونه
حراما فقط وما يشعرون أنه الكفر فيدخلون في تعليم السيمياء ( الكيمياء ) وعملها هي محض
السحر وفي عقد الرجل عن زوجته
وهو سحر . وفي محبة الرجل للمرأه وبغضها له وأشباه ذلك بكلمات مجهوله .
............. وحد الساحر : القتل لأنه كفر بالله أو مضارع الكفر قال النبي صل الله عليه وسلم
(( اجتنبوا السبع الموبقات )) فذكر منها السحر و الموبقات : المهلكات : فليتق العبد ربه ولا
يدخل فيما يخسر به الدنيا والأخره
وجاء عن النبي أنه قال (( حد الساحر ضربه بالسيف )) ( رواه الترمذي )
وعن بجاله بن عبدة فيما رواه البخاري أنه قال أتانا كتاب عمر رضي الله عنه قبل موته بسنه
أن اقتلوا كل ساحر وساحره .
وعن وهب ابن منبه قال : قرأت في بعض الكتب : يقول الله عز وجل ( لا اله الا انا ليس مني
من سحر ولا من سحر له . ولا من تكهن ولا من تكهن له . ولا من تطير ولا من تطير له )
وعن علي بت أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم (( ثلاثه لا
يدخلون الجنه : مدمن خمر وقاطع رحم ومصدق بالسحر )) وراه الامام أحمد في مسنده
وعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا قال : الرقي والتمائم والتوله شرك : ( رواه الامام
أحمد )
التمائم جمع تميمه وهي خرزات وحروز يعلقها الجهال علي أنفسهم وأولادهم ودوابهم يزعمون
أنها ترد العين .
وهذا من فعل الجاهليه ومن اعتقد ذلك فقد أشرك .
والتوله بكسر التاء وفتح الواو : نوع السحر : وهو تحبيب المرأه الي زوجها وجعل ذلك من
الشرك لاعتقاد الجهال أن ذلك يؤثر بخلاف ما قدر الله تعالي .
قال الخطابي ( هو الامام أحمد بن محمد بن ابراهيم بن الخطاب ) رحمه الله : وأما اذا كانت
الرقيه بالقران أو بأسماء الله تعالي فهي مباحه لأن النبي كان يرقي الحسن والحسين رضي الله
عنهما فيقول : ( أعيذكما بكلمات الله
التامه من كل شيطانة وهامه ومن كل عين لامه ) وبالله المستعان وعليه الكلان
....... الي هنا انتهي كلام الامام الذهبي في هذه الكبيره والي لقائنا في درس اخر
....................... مع تحيات وجدي الحبشي ...........................